الملتقى الثقافي النعماني

أهكذا تُولدُ الشجاعةُ !

فاطمة الزهراء الطائي

ما زالتْ أصوات القنابل، مشاهد الأطفال وهم يصرخون أُمي أينَ أنتِ ! الجُثث المُركنة على أرصفة الطُرق، إختفاء ألوان السماء المشرقة وإحلال السُحب المظلمة، قتالَ الناس لبعضهم، حرق الأماكن التي إعتادَ الناس الجلوسَ فيها، ترددات المخاوف المروعة التي اعتدنا سماعها قابعةً في الذاكرة لقد نقل أبناء الوطن رسالة ثرية تحملُ بين طياتها [ لقد أورثتمونا صور حيةً وقد حان دورنا لنعيد الصور إلى مرساها فإمهلونا ]
احتسمتْ صرخاتنا وغدا النصرُ قريب لا شيء يمكنه أن يكون أكثر رهبة من صراخ النَفس وهي تستنجد عوناً يخُرجها من مأزق مُحكم الحروب ما زالت مستمرة تقع في كُل يومٍ وهي تأخذ فِكراً نيراً وأرواحاً ثائرة وقضايا محكمة الغلق ما يختلف زوايا النظر إليها وإبتهالَ الطرق الغير مجدية فيها وإحلال التعايش نداء العقيدة واحد نداء الشهادة واحد وأضيفُ إلى ذالك نداء النجاة واحد تغيير الواقع بإجلال نظرتنا وجعلها نابضة بالحياة فهذا ما يساهم في بناء واقع جديد وحياة
مترفة
مظاهر الشجاعة /
-لِمَ لا تغادرُ ما الذي يُبقيكَ في بيئة إعتادوا رؤيتكَ أسيراً بينهم لا يقوى على مغادرتهم الحياة ما تبقيني متى ما أردتُ مغادرتها رأيتُ أمي تناجي الله أن أستمر بعزيمتي فهي تنأى بسالتي وتحيا بقوة معاصرتي للحياة في أهلك الأحوال
-قالوا (لم أمت لكني رأيتُ من مات)
ها قد أعلن الناس مدعاتهم النتنة حتى صرنا نُقتلُ ونَقتلُ بإسم النجاة وبات غيابُ الضمير أحدُ ملامح الشخصية الإنسانية ما أبصرنا عزائم ولكن أدمعتنا الوقائع
-سُئل رجلٌ كبير عن أحواله فأخبرهم في أبأس حالٍ فتنازعوا عليه بالكلمات الزاهدة وأمطروا عليه الحكايات المنتصرة حتى ساقوا به إلى أشد أنواع التكيف وأخبروه من لا يتكيف يُحرم عليه العيش الهانئ فأخبرهم إن ولادة الموت عاجلة وكفَ حاجته وغادر وهو يردد الشجاعة منبع الوجود إن كنت سأرحل لأرحل مغماراً ثريَّ القوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *