الملتقى الثقافي النعماني

“من الأمل الى الحرمان ، الشباب العراقي في ظل تهميش الحكومة له “

مصطفى محمد

اصبح الجيل العراقي الناشئ يعاني من الأهمال المتعمد بعد ان كان يتأمل ان يجد يداً تمكنهُ وتساهم بتنميتهِ وانتشالهُ من واقعهِ المرير
ومن الواضح ان الحكومة العراقية قد اخذت على عاتقها ترويض الأجيال المتعاقبة بطريقة واحدة ألا وهي سياسة التجهيل ومنع امكانية التطوير والتفكير .. وحتى اصبحت تحارب اي حركات شبابية تهدف للنهوض بواقع الشاب العراقي من حال الى حال ..

فعندما نلاحظ محدودية فرص التعليم والتدريب وايضاً غياب سياسات البرامج الموجهة للشباب ، نستنتج ان سياسة الدولة اتجاه شريحة الشباب هي تجهيلهم واهمالهم ، دون انتاج جيل من الممكن ان يفكر ويمكن نفسه ويصنع دائرة انتاجية موسعة الأفق ..

واهمال الحكومة على صعيد الأستثمار في تنمية رأس المال البشري ، لم تأخذ الحكومة على عاتقها حتى ان تتبنى الشباب وتوفر لهم فرص عمل مناسب لهم واحتوائهم وادخالهم لسوق العمل ، حتى المبادرات الحكومية التي اطلقت مؤخراً كانت شروطها تعجيزية ، وماكانت الا عبارة عن دعاية انتخابية تسويقية اخرى ..

ومن هنا نلاحظ التداعيات الجسيمة والأثار الخيالية التي اتت بسبب الاهمال المتعمد لشريحة الشباب ..
حيث نلاحظ ارتفاع معدلات البطالة بشكل غير مسبوق وفقًا لبيانات البنك الدولي، بلغ معدل البطالة في العراق حوالي 13.8% في عام 2022، وهو معدل مرتفع مقارنة بالدول المجاورة .. وهنا اصبحنا نُنتج جيلاً ضائعاً مقتنعاً بالبطالة وعدم امكانية حتى ان يحضى بسفح العيش الكريم ، بل وحتى اصبح جيلنا الحالي يشعر بالضياع وضبابية المستقبل ،، مما ادى لأن يتجه الشباب نحو مظاهر سلبية ادت الى حصول كوارث اجتماعية عديدة ، اهمها التوجة نحو المخدرات والتجارة بها ، ترك الدراسة والتوجه لسوق العمل سعياً خلف لقمة العيش ، ازدياد حالات الجريمة والعنف الاحباط واليأس ايضاً.

مما اسهم بتفشي حالة الانتحار مؤخراً فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية ارتفع معدل الانتحار بين الشباب العراقيين بنسبة 32% بين عامي 2019 و2021 و الحكومة مارست اعمال التعتيم الأعلامي في اجرائاتها لمكافحة هذه الاشكاليات
وفي احصائية اخرى خطيرة جداً في دراسة أكاديمية نُشرت في مجلة “البحوث النفسية والتربوية” في 2022 أظهرت أن 68% من الطلاب الجامعيين العراقيين يعانون من مستويات متوسطة إلى عالية من الاكتئاب
مما ادى لقصور في الاداء الوظيفي والأكاديمي وايضاً ادى لمشاكل نفسية عديدة وما اخطر ان تشاهد ان مؤسستك التعليمية الاسمى في البلد ومن المؤمل ان تنتج لك افراداً قادرين على بناء البلد بشكل معاصر يعانون من الاحباط واضطرابات سلوكية ونفسية جسيمة تهدد استقرارهم الذاتي وتمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية

والطامة الكبرى اصبح تفكير الشباب بشكل عام هو الهجرة ومغادرة البلاد بحثاً عن مجتمعات تحتويهم وتطور من افكارهم ومواهبهم حيث شهد العراق مؤخراً هجرة واسعة من الشباب سواء بطرق شرعية او اغير شرعية هذه الاسباب توضح ان الشاب العراقي قد فقد الأمل ان يطور من نفسهِ ويجد من يحتضنهُ ويجد برامج حكومية من شأنها ان تساهم بتطويرهُ وتمكينه وان ينمي شغفهُ في موهبتهِ ويشعر بالكراهية والنبذ وعدم الانتماء للرقعة الجغرافية التي ولد فيها وفقد شعور المواطنة والانتماء لهذه الأرض فـ اصبح شبابنا ينحدر بمستواه الفكري والأجتماعي والعلمي ومن ثم نتسائل الى اي حال وصلنا وتناسينا اي جريمة ارتكبتها هذه الحكومات بحقنا ومدى تأثيرها علينا ككُل مستقبلاً .!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *