الملتقى الثقافي النعماني

بين الغفلة بطابع الجهل و الدراية على مصلحة

سجاد الموسوي

يتأثر الشارع العراقي في كل حادثة على المستوى المحلي في المجتمع بسيل من النقد ، الانتقاد ، العتاب ، مطالبين بشكل واسع بالتغيير و السمو و التسامي الى مستوى عيش افضل معلليين الأسباب بالجهل و الغفلة و متناسين السبب الحقيقي وراء ابتعاد العراق عن مكانه الحقيقي كبلد حضاري على مدار السنين ، عموماً و توضيحاً بشكل بسيط ، تنقسم القضية إلى أمرين

١ – الجهل و الغفلة:
وهي الجملة الأكثر انتشاراً التي تطرح في الأسواق الشعبية و المنتديات الأدبية من أصحاب الوعي و غيرهم على اختلاف المستويات ، الجهل الجهل الجهل و الغباء و الغفلة ، لكن لو نظرنا بشكل أدق لوجدنا ان عصر التكنولوجيا الحديثة لا يجعل أحدا بعد اليوم جاهل إلا إذا أراد بنفسه الجهالة و لهذا أنا أعزي السبب الأساسي بعدم التغيير إلى الدراية على مصلحة.

٢- الدراية على مصلحة:
هي العامل الأساسي و السبب الرئيسي في شيوع الفساد و عدم التطور و التقدم و كما هو موضح ان مؤشرات الفساد معروفة و معروف أهل الفساد و أماكنهم لكن ما يمنع الأشخاص من إختيار الكفاءات هو تضارب المصالح مع وجود الكفاءة كون أغلبية من الشعب العراقي تعي جيدا اي يتواجد الأشخاص الأكفاء و باعتراف ألسنتهم لكنهم لا يدعمون تواجدهم لأن المصلحة الخاصة تذهب عن صاحبها و هي قد تكون تعيين على وزارة او راتب غير شرعي او امتلاك عقار و كذا من الأمور المادية التي تقيد صاحبها رغم درايته و معرفته بخفايا و ظواهر الأمور.

و عليه فإن الأمرين هما عائق أساسي أمام النهوض و استعادة العافية الحضارية و الثقافية إضافة إلى الإقتصادية ، و يكاد يكون الأمر الأول كما أشرنا هو فطري ناتج من عدم توافر فرص الدراسة و التعلم و الاحتكاك و استفزاز العقل ليحرك مواطن و مكامن تواجد الأفكار و هذا أمر يعاني منه الكثير من الأشخاص نتيجة لأي معاناة في الحصول على لقمة عيش بدلاً من الذهاب وراء التعلم الذي يفقد المرء لقمة العيش عندما تكون الظروف صعبة أما الدراية على مصلحة في عامل أساسي و مسبب للكثير من الخلل بل هو الجزء الأساسي حين تكون الفئات على معرفة بكل خفايا الأمور لكنها لا تتحرك لان الحركة تعني ذهاب المصلحة آلتي تعتاش عليها فالأمر أشبه بالطفيلي على جسم المضيف كما هو معروف في الأحياء المجهرية ذهاب المضيف يعني ذهاب الطفيلي و هنا يفقد فرصة المصلحة ، فما فائدة التحرك في حين دعم الخمول و الجمود يجني ثمارا تكون مخصوصة لقلة على حساب جمعوع من الشعب ككل.

الأسباب وراء الغفلة او الدراية متفاوتة الغفلة هي أمر فطري يعتمد على النباهة العقلية و طريقة إثارتها بأسباب مادية أما الدراية هي الشيء الأصعب و تكاد تكون أسباب شيوع الغفلة الظروف أما الدراية على المصلحة أسباب شيوعها الجشع الإنساني المادي و المعنوي الذي يريد حيازة الموارد و الثروات على عدد محدد او فئة او تجمع وهذا واضح للعلن بالدليل القاطع كون الحيازة لعدد قليل أمام شيوع كبير للفقر و البطالة و يبقى السؤال كيف يحطم وهم الامتلاك و العنفوان بطرق نقية تعيد الأمور الى نصابها.

أن نتائج الغفلة تكاد تكون محددة مسيطر عليها أما الدراية فهي في خندق المهاترة و النزاعات سواء لفظيا او استخدام الأسلحة ، كون المصلحة المحرك الأول مع أشخاص على دراية كافية بالاسباب و النتائج ، فتكون الصراعات هي المسيطر الأول و اظهار القوة بين الحين و الآخر سواء من أصغر فرد وصولاً إلى اعلى رتبة من تجمعات أصحاب الدراية ليبرهنوا على التواجد و بث الحرمان بطريقة أشبه بطريقة المماليك و الحكام الذين يحتكرون قوت الشعوب في بطونهم و يجعلوا حصة بقية الشعب فتات الحاكم او الملك و ما شابه ، فالنتائج شعوب مدمرة فكرياً ثقافياً إقتصادية و أخيرا اجتماعيا.

ومع صعوبة التعامل و خفاء الوضوح فإن الغفلة يحركها الطرق المستمر أما الدراية فمهمتها معتمدة على أمرين الأول زوال الجيل خصوصاً الأعمار التي تعشعشت في رؤوسها الأفكار التي تعلم و تخفي و الثاني المضايقات الحرجة التي تحرج المقابل و من يحمل هذه الأفكار بالبراهين و الأدلة الدامغة آلتي تجعل في اللسان عقدة خصوصاً و أن الجيل الناشئ مدرك فاهم بطريقة أو بأخرى.

One thought on “بين الغفلة بطابع الجهل و الدراية على مصلحة

  • ابوعلي السعيدي

    كل هذا التطور والتكنولوجيا الحديثة نحن محاسبون يوم الاخره لان ما ننشر شيء يخص الدين الاسلامي بصورته السهله لا بالعكس نكره البشر بفكرنا المتخلف الي يجعل جميع الطوائف تنضرنا لنا كأننا لم يكن الاسلام موجود ..

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *