العطل المطرية .. بين رفض الحريصين وقبول وفرحة المهملين
مجيد القريشي
لا شكّ أنّ العطل المطرية تأتي بأمر من أعلى وحدة إدارية في المحافظة، متمثلة بالسيد المحافظ، دون الرجوع حتى إلى تربية واسط أو نقابة المعلمين لمعرفة رأيهم في جدوى وإمكانية استئناف الدوام. ويُعدّ هذا القرار دكتاتوريًا تعسفيًا بحقّ أبنائنا الطلبة، خاصةً الصفوف المنتهية.
لا أريد أن أزايد على حرص الآخرين أو أن أتّبجح بأني أفضل من غيري، ولكنّني أودّ أن أبيّن بعض الأمور التي ستضرّ على المدى البعيد بمستقبل الطلبة والتعليم. فأغلب المناهج لهذا العام غير مكيفة بشكل كامل، ولزامًا على المعلم أو المدرس إكمال المنهج بتوقيتات حرجة، فما بالك إذا أُضيفت عطل غير محسوبة لتربك خطة المدرس وتضعه في زاوية الحرج من ضيق الوقت والنقد والاستهداف، بدلًا من أن توفر له ظروفًا مدرسية أفضل لاستكمال المنهج. والواقع الواضح والصريح هو أنّ أغلب أيام العطل التي تُعطى بسبب الأمطار غير منطقية، ففي محافظة واسط، 90% من مدارس المحافظة صالحة وسالكة والجو طبيعي تقريبًا.
وفي كلّ بلدان العالم، لا توجد عطل بسبب الأمطار، خاصةً في المدارس، وحتى في زمن كورونا، أوقفت أغلب دول العالم الحياة واستثنت المدارس لأهميتها في مستقبل البلد.
وتعود كثرة إعطاء العطل الضارة بالمنهجية التعليمية إلى سبب بعض الذين يروجون للكسل والفشل، ويتبجّحون بأنّهم ساهموا بخلق ورقة ضغط على الحكومة المحلية وأجبروها بالقبول بالعطلة. وهذا في حقيقة الأمر ضعف حكومي، فكان الأفضل والأجدر أن يستأنسوا برأي أصحاب التخصص والمعنيين في الجانب التربوي ، الذين يُعرفون بإخلاصهم وجديتهم في طرح الرأي السديد وتغليب المصلحة العامة.
أتمنّى أن لا تكون هذه العطل سببًا من أسباب تجهيل المجتمع وترويضه وتعليمهُ على الكسل في استحصال العلم والمعرفة، كونها وسيلة لرفعة المجتمع وتطوير الأجيال.
وأخيرًا، أعتقد أنّ هذه العطل ومن ساهم وقرر وساعد وروج عليها تسبّب ضياعًا وهدرًا للمصلحة العامة. لا تعجبوا مستقبلًا من ظهور جيل فاشل كسول يكره مقاعد الدراسة ويتلقّف الجهل ويستدرج للخطأ والسلوك السيء، فهذا ما صنعته أيادينا، ولات حين مندم.