سلوكيات الجيل الناشئ : تأثرٌ بالغرب، أم نتيجة واقع متراجع.
احمد عبدالحسين
يُشكِل الكثيرون على سلوكيات الجيل الحالي من الشباب العراقي الناشئ، والتي تخرج أحيانًا عن ما هو سائد ومعروف، فمنهم من يعتبرها مستوحاة من سلوكيات المجتمعات الغربية، ومنهم من يراها نتاج واقع متراجع على جميع الأصعدة.
يعيش العالم اليوم في عصر تواصل متزايد، وتأثير ثقافي عابر للحدود، حيث تتبادل الثقافات والأفكار بشكل لم يكن ممكناً في السابق. ومع ذلك، تثير سلوكيات الجيل الجديد تساؤلات حول مدى تأثرها بالغرب أم هي نتاج واقع محلي متراجع؟
تُعتبر العولمة والتكنولوجيا من أبرز العوامل التي تساهم في انتشار ثقافة الغرب وتأثيرها على الشباب في مختلف أنحاء العالم، فغالبية الشباب العراقي اليوم منخرط في مواقع التواصل الاجتماعي والكثير منهم يتبنون أساليب معينة، قد تكون غريبة أحيانًا، أو دخيلة على سلوكياته المعتادة، ويتاثرون بالقيم والتصورات الغربية، مما ينعكس بصورة او بأُخرى على تصرفاتهم واسلوب حياتهم.
في الجانب الآخر، يعزو البعض سلوكيات الجيل الناشئ إلى واقع محلي متراجع، حيث يعاني الشباب العراقي الأمَرّين، فما بين انعدام الإهتمام الحكومي وشحة فرص العمل وما بين تراجع مستوى التعليم في العراق لمستويات متدنية جدًا، كما ان عدم الاستقرار السياسي في العراق قد يُلقي بضلاله على تطلعات الشباب وقناعاتهم، تلك الظروف قد تدفع الشباب إلى اللجوء إلى السلوكيات التي تعكس عدم الثقة بالمؤسسات الاجتماعية التقليدية والنظام السائد.
لا يمكن إنكار تأثير الغرب على الجيل الجديد، ولكن يبدو أن السلوكيات الناجمة عن هذا التأثير ليست بالضرورة تفاعلًا مباشرًا مع الثقافة الغربية، بل قد تكون نتيجة لمزيج من العوامل المحلية والعولمة.
بالتالي، يمكن القول بأن تأثير الغرب على سلوكيات الجيل الجديد في العراق يمثل جزءًا من الصورة، ولكن الظروف المحلية والتحديات التي يواجهها الشباب تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل هويتهم وسلوكياتهم.
ومن هنا، يجب على المعنيين في وزارتي الشباب والعمل والشؤون الإجتماعية أن يدرسوا بعناية تأثيرات الغرب والعوامل المحلية على سلوكيات الجيل الجديد على حدٍ سواء، ويعملون على توفير بيئة تشجع على التطور الإيجابي وتعزز القيم المحلية المهمة في بناء المجتمعات الصحية والنهوض بواقع الشباب العراقي، كونهم الإكسير الذي يستند اليه حاضر البلاد ومستقبلها.