لماذا أصبح الموت سهلًا في العراق؟ فاجعة الكوت الأليمة مثالًا
فلاح الطائي
بعد أيام قليلة من افتتاح “الهايبر ماركت” في مدينة الكوت، استفاق الناس على فاجعة مؤلمة راح ضحيتها عدد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، الذين لم يكونوا يبحثون إلا عن لحظة تغيير في روتين حياتهم اليومي، من خلال التسوق والترفيه، دون أن يتخيلوا أن نهايتهم ستكون بهذه الطريقة المأساوية.
لم يكن هؤلاء الضحايا يعلمون أن أرواحهم ستكون ثمناً لرغبة بعض المستثمرين في الربح السريع، على حساب سلامة المواطنين البسطاء، دون أدنى اكتراث بتطبيق معايير السلامة أو الاستعداد لأي طارئ.
وبحسب شهود عيان وتقارير أولية، فقد افتقر المبنى إلى أبسط متطلبات السلامة المهنية، حيث لم تتوفر فيه منظومة إطفاء متكاملة، ما سمح للنيران بالامتداد سريعًا إلى الطوابق الأخرى. كما لم تكن هناك مخارج طوارئ كافية لإنقاذ من كانوا داخل الهايبر ماركت لحظة اندلاع الحريق.
هناك مصادر مطلعة اشارت لوجود تقصير واضح من قبل مديرية الدفاع المدني في متابعة جاهزية منظومة الإطفاء قبل افتتاح المركز، إضافة إلى وجود شبهات حول منح الموافقات الرسمية للمبنى دون الالتزام بالشروط الفنية ومعايير الأمان.
الفاجعة – كما يؤكد متابعون – بدأت منذ اللحظة التي تم فيها منح التراخيص دون تدقيق، ما أدى إلى إنشاء مبنى غير مطابق للمواصفات، دون محاسبة من الجهات الرسمية المعنية.
وقد أعلن الفريق المكلف بالتحقيق إعداد تقرير شامل حول الحادث، تم تقديمه إلى قاضي التحقيق المختص بالنظر في قضايا النزاهة. وقد قرر القاضي ضم جميع الأوليات والمحاضر المتعلقة بإجراءات السلامة وملاحظات الدفاع المدني، لاستكمال التحقيقات القانونية وتحديد الجهات والأشخاص المسؤولين عن هذه الكارثة.
فإلى متى يبقى المواطن يدفع ثمن الإهمال والتقصير؟