الملتقى الثقافي النعماني

العلم بين أهله ومدّعيه

علاء جسام

في كل مجالات العلم نرى هناك من يتسلق سلّمَهُ وهو ليس من أهله فيدّعي بهتانا وزورا ما ليس له وقد ينطلي هذا الادعاء على عامة الناس من جهلائهم و فقرائهم و مساكينهم وربما يحصل مدعيه على الشهرة الكبيرة والمتابعين الكثر من بسطاء الناس و من مهرجيهم ومن أعداء الحقيقة وقد يكون الداعمون لهم من أصحاب المآرب الأخرى والاجندات المشبوهة لأن ظهور مثل هؤلاء يعد نصرا لهم في ضرب أهل العلم الحقيقيين فيسخرون لهم كل الوسائل من مال واعلام وغيرها لانجاحهم .

و صاحب هذا الادعاء يعلم أنه بعيد عن مراميه وأنه جاهل بخفاياه فضلا عن ظواهره أو أنه يعرف قليلا منه او لا يعرف منه شيئا البتتة ، أي أنه مصاب بالجهل المركب إلا أن قبول المجتمع البسيط و التصفيق له بحرارة جعل منه عالما بذلك الفن و فارسا فيه وقد يوهمه المصفقون من حوله بأنه عالم وعارف لكل شيء فيزداد غيّا على غيّه .

و نسبة نجاح هؤلاء المدّعين للعلم خاضعة للزمان والمكان فقد يحضرون بقوة بزمن معين ولا يحضرون بآخر او بمنطقة معينة على حساب أخرى والأسباب التي تقف وراء ظهورهم كثيرة فبعضها حبّه لهذا الفن فيستعجل الأمر فيقحم نفسه قبل التمكن من أدواته وسبر غوره كأن يكون طالبا بالمرحلة الأولى و يتصدى لإبداء رأيا من مختصات الأستاذ ومنها حب الظهور فبعض الاشخاص مصابون بهذا المرض ومن أجل ان يلفتوا أنظار الاخرين لهم تراهم يقحمون أنفسهم بعلم هم بعيدون كل البعد عنه ومن تلك الأسباب أمراض نفسية فتوهمه نفسه بأنه عالم بحقل من العلوم فيتصدى للفتيا فيه ومنها الجهل إذ أن صاحبه غير عارف ما ينبغي له إزاء هذا الحقل من العلم وتزداد هذه الحالة سوءا في الجهل المركب

فمدعي العلم يجهل أنه يجهل وهناك أسباب كثيرة وكما أسلفنا هؤلاء موجودون في ميادين العلم جميعها فكم مرة سمعنا وزارة الداخلية تلقي القبض على منتحل شخصية طبيب أو ضابط أو أستاذ جامعي أو موظف بدائرة ما وتودعه السجن وإن كان هذا الاجراء لم يشمل الجميع كمنتحل شخصية طالب العلوم الدينية فهذا قد يكون أكثر ضررا من غيره لتصديه للناس عامة و افتائهم بامورهم العامة والخاصة على عكس من يكون ضرره على فرد او على نفسه كما في بعض الميادين كمنحتل شخصية ضابط لاجتياز نقطة تفتيش مثلا والاسباب ور اء عدم اعتقالهم كثيرة يطول الحديث فيها .

تبقى آفة انتحال الشخصية موجوة في كل الأزمة و الأمكنة ومن الصعب القضاء عليها ولكن تطبيق القانون و تصدي أهل العلم لهم وطردهم وتفسيقهم يحجمهم بشكل مقبول وفي الختام نسأل الله أن يجنب عراقنا الحبيب هؤلاء كونهم من أشد الأسلحة الفتاك في تدمير البلاد والعباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *