ليلة الفصول المتبدّلة
حازم الصائغ
تأتي ليلة رأس السنة كمسافر يلقي تحية الوداع على عام رحل ويمد يده لاستقبال عام جديد.
وفي هذه الليلة أقف بين أطياف الذكريات أحصي من غادروا أولئك الذين تركوا فراغا لا يمتلئ.
أحباء غابوا، وأصدقاء باتت أصواتهم ذكرى عالقة في زوايا القلب.
كل لحظة ألم كانت درسًا، وكل دمعة كانت توقيعًا على عقد الصبر الذي علّمني كيف أواجه الحياة.
ومع ذلك، يا عامي الذي يمضي، كنت شاهدًا على ماقدمته سواء نجحت ام فشلت به ، كنت شاهدا على كل خطوة أخذتها للأمام رغم الرياح المعاكسة.
أنظرُ اليوم للمرآة وأرى نفسي أقوى، أشدّ إيمانًا بأن الغد يحمل دائمًا فرصة أخرى.
أما الطموح، فهو الرفيق الذي لا يغيب، ينبضُ في أعماقي كنجمةٍ تتوهج كلما اشتدت العتمة.
في العام الجديد، أزرع الأمل كورد في حقول قلبي، وأمنح الأمنيات أجنحة لتحلق في السماء.
أمنيتي أن ينعم الجميع بالسعادة وأن يجدوا في كل يوم سببا للابتسامة وفي كل لحظة دفئا وامانا يغمر أرواحهم.
وها أنا أرفعُ كأس الأمل، أُحيّي من غابوا، أُشكرُ من بقوا، وأرحبُ بما سيأتي.
فالعام الجديد هو قصيدة لم تُكتب بعد، وأنا على يقين بأن أبياتها ستكون مليئة بالحب، بالنجاح، وبالحياة.
كل عام وأنتم بخير، وأرواحكم تزهر سلامًا.