الملتقى الثقافي النعماني

رأيي بشيء ما …لا يعطيك الحق بتصنيفي كعدو أو صديق

مهدي جمعة

يقوم المنغلق والجاهل “المتشدد” بتصنيف كل الناس الى صديق أو عدو، ويشعر انه متفضل ومتميز بهذا الفعل.. حتى يصل به الحال ان يحكم على كل من يراه، بدءًا من جاره الى سائق التكسي مروراً بصهره وزميله بالعمل والدراسة، وليس انتهاءًا بمن يراهم جالسين في المقاهي بل يصل الامر ويتعدى حتى المعلم.

كما ان هذا “المتشدد” قد يتلون ويأخذ قالب المثقف والاستاذ والمتدين والاصولي او حتى اليساري.
وبما ان هذا النوع موجود بأغلب فئات المجتمع على اختلاف عقائدهم او افكارهم او انتماءاتهم، فهو اينما حل وكان يقوم بتصنيف الناس الى ( فريق A) الذي يتفق معهم بكل شيء، ( وفريق B )الذي يختلفون معه بكل شيء.
وهنا تكمن الخطورة، اذا هو يعتبر كل الناس اما اصدقاء او اعداء، فكيف لمن لا ينتمي الى احد الفريقين ان يثبت انه مختلف عنهم وله كيانه وفكره واراءه الخاصة !
وبما انهم ليسوا ببعيدين عن مواضيع المجتمع واحداثه العامة وقضاياه اليومية والمصيرية… فأكثر ما نعانيه نحن الذين لا ننتسب لاحد الفريقان هو تهمهم الجاهزة التي يرمونا بها كلما اعطينا رأياً يختلف عما يعتقدوه.

وهذه الظاهرة تنطبق على كل شيء تقريباً، ومثال على ذلك..
لو انك اشدت او انتقدت عمل الحكومة في قطاع ما كونك مواطن، فحتماً سترى الفريق A قد صنفك بالـ (مطبل) كما ان فريق B سيصنفك بالـ (عميل).
وهكذا هو الحال بكل قضايا المجتمع.. كالنسوية وتشرين والحشد وايران واسرائيل والمثلية والخلافة والحجاب وكروية الارض الخ..

يجب على الجميع ان يفرقوا بين الرأي بموضوع ما وبين الهوية والدين والانتماء..
فقد تجمعنا مشتركات رغم اختلافنا العميق بالانتماء والفكر والهوية، وقد نختلف كثيراً رغم تشابهنا بالاهتمامات والمشتركات.

لذلك ابتعدوا وتوقفوا وكفى ان تحكموا على الناس وفق ما تشتهون وتريدون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *