الأيدز (HIV) الموت البطيء ( الخفي ) القادم الذي يهدد كل فئات المجتمع
مرتضى تومان البديري
واجبنا الإنساني والوطني والأخلاقي والديني وحرصنا على ابناء بلدنا وشعورنا بالمسؤولية يحتم علينا ان نعرج ونقتحم احدى الأبواب الموصدة بدافع الخوف من الفضيحة الاجتماعية أو المحاسبة قانونياً .
في الآونة الاخيرة انتشر هذا المرض بصورة مرعبة وكبيرة ونحنُ نتحدث عن آلاف الحالات التي تجهلها وزارة الصحة والمؤكدة من عضو نقابة اطباء العراق “فائز العلي “خصوصا في فئة الشباب مع التعتيم الإعلامي وغياب الدور الرقابي والصمت الحكومي المطبق تارك خلفه شباب تصارع الموت وعوائل مفجوعة ليصبح الآفة الاكثر رعباً و الاوسع اثراً لطبيعته الخبيثة في الانتشار و الأعراض الغير ملاحظة في مراحله الأولى ومدة حضانته التي قد تصل لأكثر من سنة .
فمن المحزن أن يأتي شابان في ريعان الشباب يعملان فحص عقد الزوج وإذا باحدهم يحمل “الأيدز ” لتذهب كل أحلامهم بتكوين أطفال واسرة مهب الريح وتلاحظ الصدمة التي تشبه فاجعة فقدان أحد احبائك ، الغالبية للأسف لاتعرف عن مرض المناعة الأيدز( HIV) الا انتقاله عن طريق الألتقاء الجنسي ،متناسين بقية طرق انتقال العدوى والتي من الممكن ان تكون أكثر واسرع انتشاراً مع وجود مسبباتها وما تشكله من أرضية خصبة لتسيد وانتشار ذلك المرض ومنها المراكز الطبية الاهلية وصالونات الحلاقة وما تتضمنه من أعمال تعتبر احد أسباب الانتقال السريع للأيدز وانتشاره حالياً ومنها الوشم او ما يعرف (بالتاتو) عن طريق علبة الحبر المستخدمة نفسها حتى وان كانت الواخزة مختلفة وادوات الفلر والبوتوكس … الخ من أعمال بألات وادوات لايعرف مستخدميها ابجديات العمل الصحي وللأسف غموض المعايير التي تمنح في ضوئها إجازات ممارسة المهنة وبطرق عمل غير صحيحة وصحية مع غياب الرقابة وعدم تطبيق الإجراءات الصحية اللازمة ، بالإضافة لطرق الانتقال الاخرى والتي تشكل عادات يومية واسلوب حياة تمارسه اغلب فئات المجتمع، مثلاً الأم المرضعة لجنينها الحاملة لهذا المرض ، او عن طريق نقل الدم حيث بعض الأخطاء المختبرية بتحديد الفايروسات، بالإضافة إلى التلامس او المشاركة في طعام احد المصابين ، اما ما متعارف عليه جنسياً وهذه هي المشكلة الشائكة خصوصاً مع المسافرين خارج العراق للبلدان التي تشتهر بالدعارة والفجور ، فهؤلاء يشكلون المصدر الرئيسي لأنتشار هذا المرض داخلياً ، كذلك الأنتقال عن طريق الشذوذ الجنسي (اللواط) ، نوهنا في بداية المقال عن غياب الدور الرقابي وما على الحكومة من أعباء و واجبات اتجاه معالجة ذلك المرض فهي الجهة المعنية في الأول والأخير في مكافحة ذلك، لذلك يجب عليها ان تكون جادة وحريصة في مكافحة هذه الآفة المجتمعية الخطيرة عن طريق الكثير من الخطوات منها عمل فحص سريع HIV عند استقبال المسافرين خصوصاً في البلدان المعروفة بأنتشار هذا المرض كذلك مراقبة صالونات الحلاقة مراقبة شديدة مع معاقبة الصالونات الغير رسمية وغير المرخصة ، مع التأكيد على دور أولياء الامور في أن يأخذوا دورهم في محاسبة أبنائهم وحثهم بل الزامهم على ترك الكثير من العادات والأساليب التي من شأنها أن تزيد من انتشار ذلك.
لم اتطرق الى الجانب الديني ودور من يعتلي المنابر ومسؤوليتهم في توعية الشباب دينياً { عتباً } بسبب التقصير صراحة في هذا الجانب ولأن الدول الإسلامية التي يفترض ان تكون خالية من ذلك تماشياً مع تعاليم الدين الإسلامي التي تتعارض مع مسببات ذلك المرض نراها اليوم في طليعة البلدان الموبوءة للأسف ، ختاماً نسأل من الله أن يعافيكم أنتم وذويكم من هذا البلاء.