“التقنية من أجل السلام” تكشف حقيقة الأخبار المتداولة عن مقتل ابو خديجة عام 2023
أكدت السلطات العراقية، أمس الجمعة، مقتل الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المعروف بـ”أبو خديجة”، الذي كان يشغل مناصب قيادية بارزة في تنظيم داعش، أبرزها “نائب الخليفة، ووالي العراق وسوريا، ومسؤول اللجنة المفوضة ومكاتب العمليات الخارجية”. جاء ذلك بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء في تدوينة على منصة “إكس”، وتأكيد العملية من قبل قيادة العمليات المشتركة وجهازيّ المخابرات الوطني ومكافحة الإرهاب، حيث نُفِّذت الضربة الجوية مساء الخميس 13 آذار 2025، في صحراء الأنبار، وأعقبها إنزال جوي أسفر عن اعتقال 7 إرهابيين، بينهم امرأتان.
في أعقاب الإعلان الرسمي، تداولت بعض المواقع لقطة شاشة لمقال إخباري زعمت أن الإرهابي “أبو خديجة” قُتل عام 2023، مما أثار تساؤلات حول صحة الإعلان الجديد. إلا أن تحقيقات منصة “التقنية من أجل السلام” كشفت أن هذه المزاعم غير صحيحة، حيث يعود المقال الأصلي إلى موقع “نبض”، الذي نقل الخبر عن موقع “أخبار الآن”، مستندًا إلى مزاعم من قناة تدّعي أنها تدار من “منشقين عن داعش”.
وبحسب التدقيق، فإن تقرير “أخبار الآن” المنشور في 28 شباط 2023، استند إلى ترجيحات مصادر استخباراتية وليس إلى إعلان رسمي من السلطات العراقية. كما أن جهاز مكافحة الإرهاب لم يذكر هوية القتلى في بيانه حول عملية وادي حوران بتاريخ 26 شباط 2023، مما يُثبت أن إعلان 2023 كان غير موثق وزائف.
على عكس المزاعم السابقة، تم توثيق العملية الأخيرة بشكل رسمي من قبل الحكومة العراقية، ونشرت القيادة المركزية الأمريكية مقطع فيديو يوثق الضربة الجوية الدقيقة في الأنبار، والتي أسفرت عن مقتل “أبو خديجة” وعنصر آخر من داعش. كما أكدت القيادة أن تحليل الحمض النووي أثبت هوية القتيل، وهو ما يقطع الشكوك بشأن العملية.
يثبت التحقيق أن مزاعم مقتل “أبو خديجة” عام 2023 كانت غير دقيقة ومبنية على مصادر غير موثوقة، في حين أن إعلان مقتله عام 2025 يستند إلى توثيق رسمي وأدلة دامغة، مما يؤكد نجاح العملية الأمنية التي استهدفت أحد أخطر قادة داعش في العراق والعالم.