الدين بين النظرية والتطبيق
ضياء القريشي
لا شكّ أنّ ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة جاءت لتنظيم حياة البشر على الأرض وفق حكمة إلهية سماوية، تُعمّ الخير والرخاء والسلام والطمأنينة في أرجاء المعمورة.
فالدين هو بوصلةٌ هاديةٌ للإنسان في رحلة حياته، تُرشده إلى الصراط المستقيم، وتُعينه على تحقيق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
وربما يسأل سائل: إذا كان الدين يفعل كلّ هذا، فما بالك بأكثر من مليار شخص يؤمنون بالإسلام ويدينون به ولا نرى العدالة والرخاء؟! بل على العكس، نرى ظواهر من يُعتبرون “رجال دين” (مع تحفظي على هذه التسمية، فليس هناك ما يُسمّى “رجال دين” بل طلبة علوم دينية وفقهاء وعلماء) ويوجد “معممون” أو “متفقهون” تفرزهم الساحة بين الحين والآخر.
وربما يسأل سائل: إذا كان الدين يفعل كلّ هذا، فما بالك بأكثر من مليار شخص يؤمنون بالإسلام ويدينون به ولا نرى العدالة والرخاء؟! بل على العكس، نرى ظواهر من يُعتبرون “رجال دين” (مع تحفظي على هذه التسمية، فليس هناك ما يُسمّى “رجال دين” بل طلبة علوم دينية وفقهاء وعلماء) ويوجد “معممون” أو “متفقهون” تفرزهم الساحة بين الحين والآخر.
وعلى سبيل المثال، تقف في تقاطع الطريق وترى الإشارات المرورية باللون الأحمر، وتشاهد البعض لا يلتزم ولا يقف ويتجاوز الإشارة , هنا، هل الذنب هو ذنب إشارة المرور وذنب من وضعها لتنظيم حركة السير؟! يقينًا لا.
كذلك، الإسلام نهى عن القتل والسرقة ومصادرة الحريات، لكن نرى بعضًا ممن لبس لباس الإسلام يقتل وهو ينادي “الله أكبر”!! ويسرق ويقول: هذا رزق من الله!! لذا، أيها الأحبة، علينا أن نفرق بين الإسلام كنظرية والإسلام كتطبيق واقعي.
ولننظر دائمًا إلى الجوانب الإيجابية: فهل كل دعاة الدين سيئون؟! يقينًا لا.
والمواقف كثيرة، ودماء الشهداء من العلماء وطلبتهم على مر التاريخ خير شاهد على أن الذنب ليس في الدين كتشريع بل في بعض من يدعي التدين.
فمن يرتدي “لباس الدين” ليس بالضرورة أن يكون متدينًا، مثله مثل الطبيب الذي ينتحل صفة مهنة الطب أو مثل من ينتحل صفة المهندس والضابط… إلخ.
هنا علينا أن لا نصدق كل ما نرى من مظهر خارجي أو زي حوزوي أو كلام منمق، فنحن في زمن ضاع فيه الصدق وماتت فيه الحقيقة.
في الختام، الدين الإسلامي الحنيف هو مصدر الخير والعدالة والسلام، ولكن مسؤولية تطبيقه تقع على عاتق كل فرد منّا.