مقالات

من كربلاء تبدأ الحكاية… القلوب تهفو نحو الحسين

فلاح الطائي

في كل عام تشهد كربلاء المقدسة مشهدًا مهيبًا لا يشبه أي تجمع آخر في العالم إذ تهفو ملايين القلوب قبل الأقدام نحو مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام تتلاقى الطرق من شتى بقاع الأرض يحمل كل زائر قصة ونية ودعاء لكن الجميع يشتركون في حب واحد وعهد واحد الولاء لنهج الحق الذي مثّله الامام الحسين علية السلام في واقعة الطف

زيارة الإمام الحسين ليست مجرد مسير جسدي إلى مرقد طاهر بل هي رحلة روحية تبدأ من أعماق القلب الزائرون يقطعون مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام لا يبالون بعناء الطريق ولا بحر الصيف أو برد الشتاء فالمسير إلى كربلاء هو مسير إلى القيم التي ضحى الحسين لأجلها الحرية والعدالة وكرامة الإنسان

على امتداد الطرق المؤدية إلى كربلاء تنتشر مواكب الخدمة التي يقدمها الأهالي للزائرين بلا مقابل الطعام و الشراب و الراحة وحتى غسيل الملابس… كل شيء متاح والابتسامة تسبق الكلمات إنّه مشهد نادر تجتمع فيه كل ألوان الإيثار حتى إن الخدام يتنافسون على خدمة الغرباء وكأنهم من أهل بيتهم.

واقعة الطف التي شهدتها كربلاء قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا لم تكن مجرد معركة بل كانت درسًا خالدًا في التضحية والتمسك بالمبادئ واليوم يجد الزائر نفسه أمام هذا الدرس حيًا ماثلًا في وجوه المؤمنين وفي الدموع التي تنهمر حين يقف المرء أمام القبة الذهبية مستحضرًا كل تفاصيل الفداء.

الزائر الذي يصل إلى الحرم الشريف يضع يده على الشباك أن يبقى ثابتًا على درب الحق وأن يكون صوته مع المظلوم أينما كان وهكذا تنتهي الرحلة الجسدية لكن تبدأ رحلة أخرى في حياة الزائر رحلة الالتزام بالقيم التي جاء بها الامام الحسين ليحييها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *