مقالات

مابين المجتمع وحقيقة فصل الدين عن السياسة ..

مصطفى محمد

التجربة الاوربية في فصل الدين عن السياسة أتمنى أن لا يفهم الموضوع على أنه يهاجم المسيحية كدين وإنما مدعي الدين في كل عصر..
انتشرت الديانة المسيحية في اوربا بشكل كبير بعد اعتناق قيصر روما قسطنطين المسيحية وفرضها بالقوة على رعايا الامبراطورية . اي ان قوة السلطة كانت العامل الرئيسي في انتشار المسيحية وليس التبشير كما يدعي بعض اتباع هذه الديانة.
سيقول بعض الاصدقاء ماعلاقة هذا السرد التأريخي بموضوعنا .
سأحاول الاختصار قدر المستطاع . تدريجيا تزايدت سلطة الكنيسة في روما وقوتها وتأثيرها حتى اصبحت في احيان كثيرة تنصب اوتزيل ملوك اوربا على او عن عروشهم بل حتى اعلان الحروب كما جرى في الحروب الصليبية .


تركزت الثروة والسلطة بيد الكنيسة التي تدعي انها تحكم بأسم الرب .تملكت الاراضي والاقطاعيات والقلاع والعبيد. واصبح من يعترض يتهم بالكفر او الهرطقة او التجديف.وهذا ما فعلته في واحدة من اسؤا جرائم التاريخ في القرون الوسطى بما سمي بمحاكم التفتيش .قتل مئات الالاف اغلبهم حرقا وتعرض غيرهم الى ابشع وسائل التعذيب والتهم اما السحر او تلبس الشيطان. وكانت النساء الضحية المفضلة والسبب وجود نص في الكتاب المقدس يقول ( اقتلوا الساحرة ) اما لماذا الساحرة فقط او ماهي علامات اودلائل السحر فلم يتحدث عنها الكتاب المقدس .

يذكر لنا التاريخ ان المجانين اوالمصابين بأمراض نفسية حتى البسيطة منها كانوا من الضحايا المفضلين. بل ان الكثيرين تخلصوا من اعدائهم بتهمة السحر او الهرطقة والادعائات الكاذبة … فما هو تاريخ اوروبا تحديداً مقارنةً بنا …؟ وماهو مبدء التفاخر بالعمل بهكذا نظام مابعد اسس الخراب التي مرت عليهم ، وهل يجب ان يتقبل الفرد قسراً وان يتذوق ذات التجربة حتى يقتنع بفصل الدين عن السياسة ، او لابد ان يُثقف لهُ ک اساس مجتمعي لبناء دولة !

وختاماً ان السياسة كانت منذ نشأتها لهذا اليوم هي عبارة عن صراع مابين لغة الاقناع والأجهاد .. ولغة التلاعب بالمجتمعات وتسييرها حسب ماتقتضي الرغبات المتفق عليها ، فمفهوم السياسة بشكل تاريخي صور لنا كأنهُ حل قاطع ، لكنهُ وجه اخر من صور الشرعنه الدافئة للسيطرة وتطوير النفوذ وتوسعه رقعتهِ لكن بمدلول اكثر حلاوة على المجتمع ذاتهِ ..

One thought on “مابين المجتمع وحقيقة فصل الدين عن السياسة ..

  • ارشد اللامي

    مقالات رائعة

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *