الترند …بين التاثير والمعالجات
مصطفى محمد
يقول الدكتور علي الوردي: “انظر إلى الأشخاص الذين يقدرهم المجتمع لتتعرف على الاتجاه الحضاري السائد في ذلك المجتمع ومصيره”.
شهدنا مؤخرًا في الشارع العراقي العديد من الترندات التي عصفت به وأخذت صدى واسع الانتشار. لكن السؤال هنا هو ما مدى تأثير هذا الترند ومساحة انتشاره؟ وعلى ماذا يعتمد؟
عند التدقيق، نلاحظ أن اهتمام المجتمع ينحصر في الترندات الهزلية الخارجة عن المألوف، أو التأثر بشخصيات تتصرف بما هو خارج عن سياقنا العام سواء الأخلاقي أو المتعارف عليه.
أسوأ ما هو مزروع بداخل مجتمعنا حاليًا هو مدى التأثر بالترند، حيث يتناقل المحيط مفردات المحتوى الرائج كأنه أساس قائم لمعاملاته الاجتماعية اليومية، أو طريقة حديثه ومزاحه، حتى يصل الأمر بنا لزرع هذا المحتوى في أفكار الأطفال والناس العامة الذين لا يكادون يفقهون شيئًا بخطورة أن يكون المجتمع متمحورًا حول محتوى رائج يُسير به بين فترة وأخرى.
ومن منطلق “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير”، أصبح مجتمعنا يميل لكل آفة لتصبح مادةً لأسابيع وأشهر. والسؤال الذي يتوارد في ذهني هو: متى رأينا سابقاً أن شخصية “راقصة” أو شخص يمتهن الحيلة والكذب كـ محتوى ساخر، أن يكون مشهورًا للحد الذي تتزاحم عليه الناس لتلتقط معه الصور وتجعله مثالاً قائماً؟
ما هي المعالجة التي تقع على مسؤوليتنا جميعاً؟
أن نكون فعّالين في التصدي لأي محتوى لا يخدم المجتمع أو يضيف له بفعالية، من الممكن أن يؤثر فينا بمنطلق إيجابي.
وأن لا نجعل تحديدًا من أي شخصية أن تأخذ صدى من حيث المتابعة وحصد التفاعلات، وأن نقاطع كل بيئة تُنتج هكذا آفات من الممكن أن تجعل المجتمع رخواً ولا يمتلك أي موضوع يمكن أن يتناوله لأسابيع وأشهر إلا تلك الشخصيات الزائفة.