مقالات

حادثة الهارثة في البصرة ، تقصير حكومي ام تجاهل متعمد ..؟

مصطفى محمد

بعد وقوع حادثة البصرة الأليمة لُمجموعة طلبة كانوا يحاولون العبور للجانب الاخر اخذ الشارع يغلي بسبب تجاهل حكومة البصرة المحلية لهكذا موقف حساس الذي كان من الممكن ان يؤدي بكارثة حقيقية وهذا ماحصل مؤخراً ..

وبعد ان اتضح ان النائب احمد طه الربيعي قد رفع توصيات وكتب مخاطبة عديدة منذ اكثر من سنة لغرض بناء جسر لعبور المشاة بتاريخ 2023/3/1

وكتاب اخر من النائب عبد الامير نجم المياحي
بتاريخ 26/2/2023 موجه لمكتب محافظ البصرة، يحمل مناشدات أهالي طلبة مدارس ناحية النشوة حول حاجتهم إلى جسور مشاة أمام كل مدرسة تقع على الشارع العام حفاظا على أرواح أبنائهم..

اتضح وبشكل قاطع تقصير حكومة البصرة المحلية بهكذا موضوع حساس جداً بل وتقصيرا متعمداً منها ..

وهنا يُطرح السؤال هل فكر محافظ البصرة ولو للحظة بمدى أهمية هكذا موضوع يمس حياة الطلبة ، ام فكر بمردود المشروع من الناحية الترويجية لهُ ولحكومتهِ المحلية واخذ يقيس الأمر من بُعد اخر ..

بل وهذه هي الحقيقة العمياء .. بعد ان وجه المحافظ بعمل جدار عازل للعشوائيات المحيطة بملعب البصرة الدولي ابان اقامة بطولة الخليج هُناك حيث كلف الجدار بحدود ” 45 مليار دينار ” يتبادر السؤال ماذا كان سيُكلف بناء جسر عبور مشاة لطلبة لا تتعدى اعمارهم الـ 14 سنة وماذنبهم ان يُتاجر بأرواحهم لهذا الحد ، الجواب واضح .. هو ان حكومة البصرة المحلية مهتمة فقط بالمشاريع التي تدر لها الترويج المناسب والاصوات الانتخابية والمقبولية في الشارع البصري اكثر مما يهمها ان تُؤمن ارواح ابنائها بخدمة بدائية بسيطة ..!!

وكي لاننسى الحكومة المركزية التي بدورها ايضاً مارست نفس الطريقة بتجاهلها المستمر لهكذا قضية حساسة ..

فنذكر ايضاً ان بتاريخ 3/25 ‏ كاميرا مراقبة CCTV توثق لحظة حادث سير عنيف لعجلة تدهس طالبتين من جامعة الموصل اثناء عبورهن من الشارع قرب المنصة – باب الصناعة

وبتاريخ 3/11 طالبة في كلية (بلاد الرافدين)
تتعرض للدهس بتقاطع القدس وسط مدينة بعقوبة، اثناء عبورها للشارع العام بواسطة سيارة مُسرعة

حيث ان الفرق بين الحوادث المذكوره اعلاه لا يتعدى الـ 10 ايام او اقل ..

فهل كان صعباً على الحكومة المركزية ان توجه الدوائر الخدمية ان تُسرع بعمل جسور مشاه على الطرق السريعة التي تحتوي على مؤوسسات تربوية على جانبها ..

ام كان سهلاً عليها ان يحتفل المسؤولين بتبليط شارع او افتتاح مجسر ويأخذون يقصون الأشرطة ويتطايرون فرحاً امام الكامرات ووسائل الأعلام ..

واخيراً يتضح التقصير المتعمد من قبلَ حكومتنا المركزية وكذلك بالتشارك مع الحكومات المحلية بمعالجة هكذا مواضيع حساسة ، والتفاتهم فقط نحو المشاريع اللحظية التي تخدم غلتهم الانتخابية وحصيلتها المتبعة ، حيث ان الأهم هي مصلحة المسؤول ومقدار الرواج الذي يحظى بهِ ، اهم من ارواح الطلبةَ التي تقطع الشوارع السريعة لغرض العبور دون ان تلقى حتفها بواسطة سيارة مُسرعة ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *