أقبل … أقبل
الاديب حامد طبره
قصيدتي تعكس نظرة الفقراء والمساكين والمعذبين من الشهداء في فلسطين وبيت المقدس لأن الشهداء لا يموتون بل احياء عند ربهم وكذلك الأسرى والجرحى والمعذبين من الفقراء والجياع وغيرهم فهؤلاء ينظرون إلى العيد بعين التعس والألم والقهر والبؤس فأترجم نظرتهم بقصيدتي هذه بعنوان أقبل أقبل
أقبل كعاشوراء ياعيد أحمر
لاعدت لا اقبلت بأس المنظر
أقبل فما سود الثياب تضرني
لله دري حيث أني صابر
أقبل فغزة لا تزال أسيرة
ودماء أهلنا في الشوارع تزخر
رباه لا تكسف بنا عصفت
بنو النظير وقينقاع وخيبر
أدركنا ياألله ليسوا بمعجز
حتى نرى الضيم الوبيل ونقهروا
لا زلنا نعقد مأتما لقتلهم
ذاك الرضيع وكم دهتنا الأعصر
والعرب كالمكلوم يلعق جرحه
من عهد ناصر والملوك تأمروا
قست قلوبهم مثل الحجارة اوأقسى
ومن الحجارة ما يخشى ومنها الماء ينحدر
أقبل ولو سرقوك خير سمية
كانت بها الأجيال دوما تفخر
سرقوك بسمات الشفاه كأنما
سرقوا من الشمس الضياء وأقبروا
أقبل سأسصمد ما بقيت مصافحا
كف الغرور ومن زحيرك أسكر
أقبل بيوتات الكرام هجرتها
أين الأحبة اين النور والسمر
أقبل كليل الأسر في خطواته
يمشي الهوين وتارة يتقهقر
أقبل فهذي طفلة ريحانة
ببراءة صور الأسير تحاور
أقبل فأهات الصدور تصاعدت
تكوي الشفاه ونارها تتسعر
أقبل فألام تهيج بخاطري
غلت يداك فلا تبقي ولا تذر
أقبل وزر بيت الفقير لمرة
سترى الأكف قوابضا تتحسر
وكذلك الأمال في أقفاصها
رهن الكأبة لا سمع ولا بصر
أقبل فأيامي ليال تحولت
ودموعي بالوجنات نهرا تحفر
أقبل ستشهد ماخسئت مناظرا
فبجنب ذاك القصر كوخ يصغر
خسئت ياعيد حيث الكون منقلب
زرت القصور وللأكواخ تحتقر
لما نزلت من السماء أمبصر
حتى بلغت الأرض حسبك أعور
أقبل فسود اللافتات كثيرة
مات الأحبة والباقون ينتظروا
سكر العتاة وراقصات سقينهم
والبائسون من الألام قد سكروا
ياليتهم عرفوا الحياة وطبعها
يومان والأقدار سكرى تأمر
يوم يدغدغ بالمشاعر ناعم
ويقطع الأكباد يوم أخر
سينصر الله قوما لانصير لهم
ويمحق الله أسرائيل فانتظروا