الملتقى الثقافي النعماني

الدجالون ورحلة البحث عن الأوهام

زهراء علي الربيعي

أن هوس الإنسان في معرفة المستقبل وأدراك الغيب أسرار داعبت الخيال البشري منذ القدم، على الرغم من تغير أساليب الدجالين إلا أنهم لا يزالون يدعون بلحظات تمثيلية عن مخاطبة أرواح أو أشخاص مخفيين ليطلبوا منهم المشورة والرأي السديد.

وللأسف، لا تزال هذه الظاهرة في إقبال مستمر من قبل الكثير من الناس. وفي الفترات الأخيرة، تبين أن الضحية والصيد السهل هن النساء. ومدى الإقبال المستمر على هكذا أمور يبين مدى ضعف إيمان الشخص.
لقد اختلفت طرق النصب التي ينتهجها الدجالون على ضحاياهم. فمنهم من ادعى بقدرته على جلب الحبيب وغيرها من الخرافات التي ينجذب إليها ضعاف النفوس, وبالتالي كل ما يدعونه و ما يرددونه من كلمات مجرد وهم لا أكثر تحت شعار الدجل، وأن الضحايا بين تحقيق الأماني والوصول للهدف الذي طالما سعوا إليه، فيصبحون فريسة سهلة تقع بأيدي الدجالين.

ان إقبال الجهلاء على الدجالين أتاح للأخيرين الاستمرار بهذه الأعمال. ومما يثير الأسف أن الكثير من الضحايا يتحدثون عن أعمال الدجالين ويقدمون النصيحة بأن الدجال الفلاني أفضل من ذلك الدجال، فأدى ذلك لزيادة الرغبة بمراجعة المشعوذين والسحرة، مما ساعدهم على تحقيق الربح السهل مستفيدون من قناعة الناس بقدراتهم على التواصل مع العالم الأخر وامتلاكهم مهارات أستثنائيه في حل المشكلات.

وللأسف، وعلى الرغم من حوادث الاحتيال التي يتعرض لها الكثير من الناس على يد السحرة والمشعوذين، فإن الناس لا تتوقف أو تكف عن التعامل معهم والاستسلام لكل مطالبهم حتى وأن كانت تعجيزيه كدفع أموال طائلة أو القيام بأفعال شاذة لكي أن يرضى عنهم العرافون. وتتشعب أسباب انتشار السحر والشعوذة في المجتمع، وعلى رأسها غياب المراقبة القانونية والعقوبات الصارمة.
وبالتالي يجب أن تكون هناك رقابة من المجتمع قبل القانون، وأن يحرص الناس على مقاطعتهم والامتناع عن التعامل معهم .

وهناك الكثير من الطرق للتخلص من شر هؤلاء الدجالين منها اقامة الندوات والحلقات النقاشية والحوارية وعمل الجولات الميدانية من قبل منظمات المجتمع المدني لتوعية الناس خاصة في الأحياء والمناطق الفقيرة والبسيطة كذلك إيصال رسائل لكافة الناس عن طريق الفن والسينما بتجسيد شخصية الدجال والضحية وكشف حيلهم وطرق النصب التي يتبعونها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *