ملك العراق يأمر بجلد طلبة المدارس 25 جلدة لاشتراكهم في التظاهرات
حازم الضائغ
عام 1928 وبالتحديد يوم 8 شباط جاء الى العراق السياسي البريطاني الفريد موند في زيارة وموند هو سياسي بريطاني شغل منصب وزير وانتخب رئيسا للمنظمة الصـ. هيونية في بريطانيا ولإدارة الوكالة الي هـ. ودية في فلسطين، وقدم كل انواع الدعم للحركة الصـ. هيونية لغرض انشاء المستوطنات.
الزيارة أثارت حفيظة الشباب العراقي فنظم مجموعة من طلبة الثانوية تظاهرات اتسعت وكبرت حتى وصل العدد الى اكثر من 20 الف متظاهر، رفعوا اعلاماً ولافتات كبيرة كتب عليها (ليسقط وعد بلفور، تسقط الصه يونيه، تحيا الأمة العربية، فليرجع الفريد موند الزعيم الصه يوني).
وصل اخبار هذه التظاهرات الى أرجاء العراق والوطن العربي عن طريق وكالة رويتر التي نقلت الخبر، الأمر الذي جعل المندوب السامي في موقف حرج، لهذا أرسل نسخة من برقية رويتر إلى الملك وإلى رئيس الوزراء وإلى وزيري الداخلية والمعارف( وزارة المعارف كانت معنية بامور التربية والتعليم ) زاعماً أنّ هذه التظاهرات حطمت سمعة العراق في أوربا وفي العالم المتمدّن، ومطالباً بضرورة منع حدوث مثل هذه المظاهرات في المستقبل.
فطلبت الحكومة من الشرطة تفريق المتظاهرين، فاشتبك الطرفان في معركة حامية، جرح فيها الكثير من الطرفين كما بادرت السلطة إلى سلسلة مـن الاجراءات القمعية، وكان في مقدمتها اعتقال أكثر من أربعين شخصاً من الأهالي والطلاب
وأَصدر وزير المعارف أَمراً إلى مديري المدارس والمعلمين في بغداد، هدَّد فيه بإطلاق النار على الطلبة لمنع حدوث اضطرابات أخرى في المستقبل.
وبناءً على هذه الاحداث اصدر ملك العراق فيصل الاول ارادة ملكية ( قرار) امر بموجبه جلد اي طالب لم يكمل 18 من عمره ب25 جلدة اذا تحقق اشتراكه في اجتماع او تظاهرات.
وقد نشرت جريدة العراق هذا القرار بعددها الصادر في 14 شباط 1928 .