الملتقى الثقافي النعماني

“الكهرباء في العراق: أزمة ازلية وفشل حكومي ذريع “

مصطفى محمد

يعاني العراق منذ سنوات طويلة من أزمة كهرباء خانقة، تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وتؤرقهم في ظل درجات الحرارة المرتفعة ورغم الوعود والاكاذيب الرنانة التي انتهجتها وزارة الكهرباء منذ ظهور الازمة
مثل ان يخرج علينا الوزير الفلاني ويقول اننا سنصدر الكهرباء بالسنة الفلانية وتارة باننا قد حققنا الاكتفاء الذاتي وتارة اخرى اننا اسسنا لمنظومات طاقة متجددة من شأنها ان تحقق لنا حلاً جذرياً للازمة
الا اننا لا نزال نواجه تحديات كبيرة تتعلق بالاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، ونقص الاستثمارات، والفساد…

فـ اذا اردنا ان نستعرض الموضوع بشكل حقيقي يتبادر في بالنا ذلك السؤال ، هل بلدنا يخلوا من الكفائات العلمية التي لاتستطيع ان تخرج بحلول جذرية وتضع تخطيطاً متكاملاً يجعل من منظومة الكهرباء بالعراق منظومة متكاملة ورصينة ..

ازمة الغاز وأنتظار رحمة الجيران :

في بلد يُعد من اهم البُلدان النفطية بل واغناها مازلنا نحرق مصدر طاقتنا بالهواء ونُفضل ان نستورد الغاز من الجيران بدلاً من ان نحقق الفائدة القصوى لمصدر طاقة مستدام يُغنينا عن حاجة دول الجوار وهنا يظهر السؤال هل من المنطقي ان تجتمع القامات العلمية انذاك وتقرر ان تبَني محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل على الغاز في حين ان العراق يعاني من عدم استثماره للغاز الطبيعي ويعتمد على الأستيراد ..؟!

صفقات فساد وسوء ادارة :

في حين اننا نحاول ان نعالج جذور المشكلة تظهر لنا المشاكل من العدم ، حيث تفنن المتنفذين انذاك بصفقات الفساد المشبوهة التي اوصلت هدر المال العام لاعلى مستوياته ، بدأت باستيارد المحولات الكهربائية التي لا تلائم اجواء العراق الملتهبة وتارة باستيارد اسلاك لاتتحمل المقاومة الحرارية والكهربائية .. وفشل كامل بأيجاد محطات تحويل وسيطرة من شأنها ان تحافظ على ثبات التيار الكهربائي دون ان تفشل ..!!

غياب الخطط وفشل ذريع بأدارة الازمة :

كل ما تمر الانتخابات وتظهر لنا بوجه جديد وكابينة وزارية جديدة ، تتهاطل علينا الوعود الرنانة ، بحلول العام الفلاني سنحقق الاكتفاء الذاتي هكذا يَرد التصريح دوماً .. ونتفاجئ بعدها بابرام صفقات تضمن استيراد الغاز مجدداً من دون ايجاد حلول مهنية للمشكلة والشروع لأيجاد منفذ  يُغني العراق عن الاخرين ويضمن له طاقة كهربائية مستقرة وصيف بلا لهيب ..!

العراق بلد الثروات يعيش صيفاً حارقاً :

يجب على صناع القرار والحكومة اجمع ان تخجل من نفسها ، في حين انها تبذخ الاف الدولارات من اجل قمم رنانة وتهدر الملايين من المخصصات لنوابها ووزرائها ومخصصات حمايتها وتقاعدها .. هناك من يعاني تحت حر لاهب عليكم ان تخجلوا ان حكومة سيادية مازالت تعطي الوقود مجاناً لاصحاب المولدات الأهلية لكي يستروا عيوبهم ويضمنوا منهم نجاتهم من محرقة الصيف التي تهدد عروشهم ..!!

وفي الختام ..

إن أزمة الكهرباء في العراق ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي تجسيد لفشل إداري وسياسي متواصل. على الرغم من الثروات الهائلة التي يمتلكها البلد، لا يزال المواطنون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي في أشد الأوقات حرارة. يجب على الحكومة أن تتخذ خطوات حقيقية وفعالة، تعتمد على خطط استراتيجية واستثمار حقيقي في البنية التحتية للطاقة.

إن الحلول الجذرية تتطلب تكاتف الجهود من جميع الجهات، بما في ذلك الخبراء والمستثمرين، لوضع نهاية لمعاناة المواطنين. فالعراق يستحق رؤية واقعية لمستقبل كهربائي مستدام، بدلاً من الوعود التي لا تترجم إلى أفعال. آن الأوان أن يتحمل صناع القرار مسؤولياتهم ويعملوا بجد لتحسين الوضع، فالشعب العراقي يستحق حياة كريمة تعكس ثرواته وإمكاناته الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *