مقالات

الماضي والحاضر وحرية التعبير الرياضي

أحمد صالح الربيعي

من المؤكد أن حرية التعبير التي نعيشها اليوم لم تكن متاحة في العقود السابقة، وتحديدًا قبل عام 2003، حيث كانت البلاد تمر بمرحلة تكميم للأفواه، وشلل شبه تام في مختلف مفاصل الحياة، بما فيها المجال الرياضي.

أما اليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام السابق، بات الإعلام يتمتع بقدر كبير من الحرية، لكنه لا يزال بحاجة إلى قدر مماثل من المسؤولية، لا سيما في الخطاب الإعلامي الرياضي.

إن المنتخب الوطني لكرة القدم يمثّل العراق بكل أطيافه، وهو اليوم يمر بمرحلة حساسة في تصفيات كأس العالم. وبدلًا من أن تتوحد التصريحات الإعلامية لدعمه، نرى تشتّتًا في الخطاب، وتضاربًا في الآراء، بين من يشيد بالأداء ومن يهاجمه بشدة، في وقتٍ يحتاج فيه اللاعبون إلى الدعم المعنوي لا الإحباط.

لا نعترض على النقد البنّاء، فهو ضرورة لتقويم الأداء وتجاوز الأخطاء. لكن بعض البرامج الرياضية باتت تُركّز على سرد الإخفاقات السابقة، وتوجيه أسئلة تؤدي إلى خفض معنويات اللاعبين والجمهور على حد سواء. والسؤال هنا: هل هذه البرامج تفتقر إلى المهنية؟ أم أن ذلك جزء من مخطط لخلق رأي عام سلبي؟

ومن هنا، نطرح تساؤلًا مشروعًا: أين الجهات الرقابية المختصة بمتابعة المحتوى الإعلامي الرياضي؟ وإذا كانت الوطنية غائبة عن بعض مقدّمي البرامج، فأين هي من الجهات المسؤولة؟

ما نحتاجه اليوم هو كلمة موحدة، وخطاب إعلامي إيجابي يرفع من عزيمة المنتخب الوطني ويعكس الروح العراقية المعروفة بالمواقف الصعبة. فالعراقي، بطبعه، صاحب غيرة وشهامة، ويقف دائمًا خلف منتخبه مهما كانت الظروف.

لنوحّد الكلمة، ونؤمن بأن التأهل ممكن، وأن المنتخب قادر على تحقيق الإنجاز، متى ما وقفنا جميعًا خلفه. فالعراق يستحق منا ذلك واكثر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *