الملتقى الثقافي النعماني

عدوى السباب والشتم على مواقع التواصل:الأسباب والمُؤَثِّرات

مجيد القريشي

أصبحت ظاهرة السُّباب والشتم والتدخل في الخصوصيات على وسائل التواصل الاجتماعي من السلوكيات السلبية المنتشرة. والأدهى من ذلك أن هذه التصرفات تأتي من أصحاب صفحات شخصيات حقيقية وصور شخصية معروفة. يعتقد البعض أنها تعبير عن رأي شخصي، معتقدين أنهم يملكون الحق في التجاوز، بينما يعتبرها آخرون شجاعة. لكن أين الشجاعة في السُّباب أو التطفل على حياة الآخرين الشخصية؟

المشكلة أن الأمر بدأ يتجاوز المشاهير والسياسيين، وأصبح يطال الإنسان البسيط أو الشخصية العامة. وهذه التصرفات لها عدة أبعاد اجتماعية وأخلاقية وقانونية، ومنها:

الجانب الأخلاقي

  • انتهاك للآداب العامة: السُّباب والشتم سلوك مرفوض في جميع الثقافات والديانات، وقد ذمَّ ديننا الإسلامي هذه التصرفات. نهانا الرسول عن السُّباب والشتم، وهو بحد ذاته يُعتبر نوعًا من أنواع الضعف في الحوار وقلة الاحترام للآخرين واحترام خصوصياتهم.
  • غياب الوعي: كثير من مستخدمي مواقع التواصل لا يدركون أثر كلماتهم على الآخرين وما تسببه لهم من أذى نفسي ومعنوي. استخدام الألفاظ البذيئة وغير المحترمة يتنافى مع أبسط قيم الأخلاق في المجتمع. يطلق البعض عبارات تصل إلى هتك العرض والتلذذ بالقذف، مما يُشَمئز منه القارئ. كما يظن البعض أن العالم الرقمي يبيح ما لا يُباح في الواقع، ويتصورون أن ما يكتبونه لا يترك أثرًا معنويًا. الجانب الاجتماعي
  • تأجيج الخلافات: السُّباب والشتائم تزيد من حدة النزاعات وتؤثر على العلاقات بين الأفراد والجماعات. شهدنا الكثير من دعاوى السب والقذف في المحاكم، واكتسبت قرارات حكم حسب مواد قانونية، بالإضافة إلى النزاعات العشائرية بسبب مواقع التواصل.
  • الضرر النفسي: يمكن أن تتسبب هذه التصرفات في أضرار نفسية كبيرة على المتلقي، مثل القلق والاكتئاب، وقد تؤدي إلى أزمات نفسية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين والنساء في حال تعرض شرفهم للطعن. الجانب القانوني
  • جريمة إلكترونية:في كثير من الدول، يُعد السُّباب والتشهير الإلكتروني والتدخل في الخصوصيات جرائم تُعاقب عليها القوانين.
  • انتهاك الخصوصية: نشر معلومات شخصية أو صور دون إذن يُعتبر جريمة في العديد من التشريعات، وقد يؤدي إلى دعاوى قانونية. كيفية التعامل
    كإجراء احترازي وقائي لعدم تكرار الحدث، يمكن القيام بما يلي:
  • التبليغ والحظر: استخدام أدوات المنصة للإبلاغ عن المسيئين وحظرهم.
  • عدم الرد بالمثل: تجنب الدخول في جدال أو شجار يزيد من تفاقم المشكلة. والأفضل هو نسخ التجاوز للاحتفاظ بحق الرد أو حقك العرفي والقانوني.
  • اللجوء إلى الجهات المختصة:** في حال كان الإساءة جسيمة، يمكن تقديم بلاغ رسمي للسلطات أو وحدات مكافحة الجرائم الإلكترونية.

في الختام، يجب على الإنسان أن يكون واقعيًا في مواقع التواصل، وألا يعتبر نفسه شخصًا خفيًا أو غير منظور للآخرين. فكلامك في مواقع التواصل مُراقب من الجميع، وكل ما يُكتب يمكن أن يكون دليلًا ضدك في حال كان يحمل في طياته تجاوزًا أو تطفلًا تجاه شخص لا يستحق أو يستحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *